الجمعة، 1 فبراير 2013

حكم الالتراس وقانون سكسونيا

"دول كلهم مسجلين خطر" هكذا بررت صديقة قريبة من الالتراس فرحتها بحكم الاعدام علي المدانيين قضائياً بارتكاب المذبحة، واقتناعها به، الكلمة لم يكن لها وقع مفاجئ علي بالمرة، فالشعب المصري تعود عبر سنوات علي ايجاد المبررات حتى لا يتعاطف مع الضحية دائماً وأبداً.
البعض يستغرب هنا استخدامي للفظ "الضحية" علي المسجلين خطر، هل هناك مسجل خطر ضحية؟ الإجابة نعم، أغلب المسجلين خطر هم ضحايا لعدة أشياء بداية من الفقر والظروف والبيئة التي تورطه في الجريمة، مروراً بالبيه الظابط الذي يمنع عنه التوبة باستدعائه في كل كارثة تحدث ليخضع لتعذيب بشع لاجباره علي الاعتراف بجريمة لم يرتكبها في أغلب الوقت، فالبيه الظابط بدلاً من اجهاد نفسه في التوصل لمرتكب الجريمة يلجأ للحل السهل مسجل خطر يتحمل الجريمة، ولن يكون هناك أزمة في اقناع المجتمع والقاضي بأنه ارتكب مثل هذه الواقعة، أو الحل الاسهل أن يستغله البيه الظابط في "البيزنس غير المشروع" بداية من تحصيل الاتاوات والكارتة وحتى الاعتداء علي المتظاهرين،دون أن يجرؤ المسجل خطر علي الاعتراض أو الرفض فهل يرفض ايذاء اشخاص لن يتضامنوا معه إذا راح ضحية التعذيب لمجرد أنه مسجل خطر، وإذا تدهور الامر واصبح لازماً تقديم الفاعل فليس ارخص من المسجل خطر لتقديمه، وليس هناك دليل أبرز من تأجيل الحكم علي الضباط المتهمين لحين هدوء الساحة وبعدها يتم تبريئتهم أو علي الاقل الحكم عليهم باحكام أخف بكثير.
البعض سيقول لو كان جري لك ما جري في بورسعيد هل كنت تقولين مثل هذا الامر، الحق أقول كنت بنفس درجة الغضب في 27 سبتمبر 2005 حين أمر الباشا الضابط محمد الالفي باعة العتبة بالاعتداء علي مسيرة كنت مشاركة فيها، أصيب فيها من أصيب ولكن بعد فترة من الوقت اكتشفت انني غضبت من الطرف الخطأ، فالبائع مضطر لضربي حتى لا يلاقي هو العقاب بحرق البضائع كما هددهم الالفي، أو الحبس والتعذيب وكما يقال "بحر الاذي واسع" هل كنت سأتضامن مع البائع اعترف كنت قد اتضامن ولكن هل كنت سأحميه؟، هل كنت سأستطيع أن ادافع عنه اعلامياً؟ الاجابة لا.
أذكر في بداية عملي الصحفي كنت مهتمة بقضايا التعذيب أنا ووليد، قالت لي أحد الناشطات في مجال مناهضة التعذيب بالحرف "هناك استباحة للمسجلين خطر" اصطدمت أنا ووليد خلالها بقضايا تعذيب عديدة حاولنا نشرها وكانت الصدمة في أحد الجرائد الحزبية الكبيرة بأن يجب التأكد أولا من أن الضحية ليس مسجل خطر هذه هي تعليمات هيئة التحرير، ورغم اصطدامنا بحالة تعذيب بشعة في شبراالخيمة كان بطلها مسجل خطر قرر التوبة لكن البيه الظابط لا يريد له التوبة وانما يريده أن يعمل كمرشد تسبب في تعذيبه إلا أن الجريدة رفضت النشر لمجرد أنه مسجل خطر.
لم تختلف الصديقة كثراً عن بعض المعلقين في احد القنوات علي فيديو كان نشره المدون وائل عباس عن تعذيب فتاة تم اجبرها من البيه الظابط علي خلع ملابسها أمام الكاميرا، أثناء ضربها بوحشية، أحد المعلقين استفزني قائلاً بأن الواضح أن الفتاة مسجلة خطر آداب حاولت الاتصال بالبرنامج وفشلت كنت اريد أن اقول له " كونها مسجلة خطر آداب لا يعطس لاحد الحق في تعذيبها" يمكن عقابها بالقانون المنظم للحياة إذا ادينت بارتكاب واقعة ولكن هل التعذيب ضمن هذه القوانين لا اعتقد.
أن هنا لست ضد تطبيق القانون علي المسجل خطر وغيره، ولكن ما أريد قوله أن كون المتهم مسجل خطر لا يعني بالضرورة ارتكابه الواقعة، وأن المسجل خطر في أغلب الاحيان خاصة وأن كان المحرض الداخلية يكون اداة مضطرة للتنفيذ وبالتالي فأن الحكم بالاعدام عليه يكون كمن يحكم علي القاتل الفقير بالاعدام وعلي القاتل الغني باعدام ظله كما في قانون "سكسونيا"، والاهم أن ننظر للجميع علي أنهم بشر لهم حقوق وأن ارتكابهم لجريمة تمت معاقبتهم عليها لا يعني بالضرورة ارتكابهم للجرائم بعدها ولا يسقط حقوقهم التي تتساوي مع حقوقي وحقوقك وحقوق أي شخص أخر.



الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

حين انتصر دم الحسين علي سيف معاوية

"سنية المذهب ...شيعية الهوي" هكذا وصفت نفسي قديم حين كنت انتمي للتيار الإسلامي - اللهم لا تعيد علي هذه الايام الغبراء- بعد اتهامي بأني شيعية شيوعية من أحد أعضاء التيار السلفي بشبراالخيمة لدفاعي عن حسن نصر الله، ورفضي لفتوي سعودية بعدم جواز الدعاء له.
كنت ابرر حينها حبي لآل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم بالمزاج العام للمصريين فنحن الشعب الذي ترك التشيع ولم ينبذه، فتحول مصر من المذهب الشيعي في العهد الفاطمي إلي المذهب السني علي يد صلاح الدين لم يكن قوياً للدرجة التي يمكن معها ادعاء أن قتل الحسين أمر جائز كما حدث فوق أحد منابر آل سعود.
حينها لم يكن وعي قد تكون بالكامل فقط احب آل البيت حتى اكشتفت السبب الحقيقي، أنها قضية "الدم الحق"هكذا رأيتها، فراحتى حين أقرأ الفاتحة للحسين وأعيش برحابه لدقائق من عمري  -الذي أتمني أن تطول بالإقامة هناك لولا ارتفاع أسعار الايجار في تلك المنطقة - هي فقط راحة لاني أقرأ الفاتحة لكل من ماتوا من أجل قضية حق، كما مات الحسين سيد شباب أهل الجنة ليس لمكانته الدينية قدر ما هي لسمو هدف موته، فهو بالنسبة لي الثائر الأول والمحارب الأول، وبنظري فأن جيفار ومانديلا وجان دارك وجميلة بوحيرد علي اختلاف اديانهم وأزمانهم وجنسياتهم امتداداً للحسين.
امتداد الحسين يواجهه بالطبع امتداداً أخر لمعاوية وولده، الامتداد الذي أراه واضحاً بصورة جلية للغاية في محمد مرسي وجماعته، أتعتقدون اني ابالغ؟ ربما لكن الاحداث تتشابه بصورة كبيرة.
البداية كان دم عثمان الموجود علي قميصه الذي رفعه معاوية هو سبب خروجه علي رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب، هكذا تاجر معاوية بدم عثمان بن عفان مطالباً بالثأر له فخرج عليه، وبعد مقتل علي بن أبي طالب وتنازل الحسن عن البيعة لمعاوي درأً للفتنة نسي  معاوية دم عثمان وعلي معاً، ما علاقة ذلك بمرسي أقول لك أن محمد مرسي تاجر بدماء الشهداء مطالباً بانتخابه من أجل عقد محاكمات ثورية ولكن هل عقدت المحاكمات الثورية لا أظن، فموسم البراءة للجميع زاد بعد توليه ملقياً باللوم علي القضاة ويبقي السؤال أليس من صلاحيات مرسي قبل الدستور أن يعقد محاكمات خاصة بقانون خاص ؟
دم عثمان ذهب ودم الشهداء أيضا، "ابن سمية تقتله الفئة الباغية" هكذا قال الرسول صلي الله عليه وسلم عن عمار بن ياسر، وكان في صفوف علي بن ابي طالب حين قُتل علي يد جيش معاوية، هذه الواقعة كانت كافية لكي يتقين معاوية من أنه أمير الفئة الباغية، هل رجع معاوية عن رأيه؟ لا وإنما بررها بأن قاتل عمار هو علي لانه هو من أخرجه في صفوفه، هكذا بررت جماعة الإخوان المسلمين مقتل شهداء الاتحادية بأن هناك مؤمراة يجري تدبيرها ضد معاوية أقصد مرسي، وأن قصره سيتم اقتحامه، بل زادوا عن معاوية وجيشه بالكذب بأن كل الشهداء أبناء جماعة الإخوان وانهم 9 رغم أنهم طبقاً للتقارير الرسمية 6 فقط بالشهيد الحسيني أبو ضيف.
ومن تبرير معاوية إلي حجته الشرعية، فحجة معاوية الشرعية وبها خرج علي علي، ولكن هل حافظ عليها بالطبع لا، فكان أول ابتدع الملك الوراثي في الاسلام الذي أوصل الخلافة إلي السقوط علي يد بني عثمان، وبالشرعية قتل يزيد بن معاوية الحسين وهو أفضل منه، وبالشرعية قتل الحجاج بن يوسف الثقفي عبد الله بن الزبير أول مولود في المدينة الذي حنكه رسول الله صلي الله عليه وسلم داخل الكعبة البيت الحرام الذي حافظ كفار مكة علي مدار زمانهم علي حرمة الدم بها، ومهما كانت العدواة بينهم وبين الذين يبتغون قتله لا يقتلوه أبداً ما دام استجار بالبيت العتيق، ولم يكتفي الحجاج بذلك بل صلب ابن الزبير، رغم حرمة أجساد الموتي في الاسلام.
وبالشرعية استباحت جيوش مرسي من جماعة الإخوان وأنصارها دماء الحسيني والسنوسي وجرجيوس، وبالشرعية استباح أنصار المحلاوي تعذيب مواطنين داخل المسجد، وبالشرعية استباحت الجماعة المحظورة سابقاً التزوير والكذب كله بالشرعية؟
ولكن هل انتصرت الشرعية؟ لا اعتقد فرغم انتصار معاوية وابنه تاريخاً بحكمهم هم وسلالتهم حتى مجئ العباسيين إلا ان دم الحسين انتصر علي سيف معاوية، فظل الحسين وعلي رمزاً للمدافعين عن الحق بعد اكثر من 14 قرن أو أقل بقليل علي موتهم، وظلت لعنة الحسين تطار قاتليه حتى في قبورهم، وبعد موتهم، وهكذا سيكون مصير جماعة الإخوان وان انتصرت ظاهرياً فالدم الحق لعنة تطارد قاتليه وسيظل دم من قتلوا في الاتحادية ومن سيقتلوا بعدهم لعنة تطادر آل معاوية هذا العصر.

الجمعة، 8 يونيو 2012

هدية خاصة لكارهي الفلول لعبة ضرب شفيق بالجزمة

انا واحدة من الناس نفسي اضرب شفيق بالنار مش بالجزمة فقولت انا وانتم نفرغ الطاقة ده في اللعبة، بدل ما اتقل واحد من مؤيدي شفيق

الأحد، 13 مايو 2012

حين تخسر الثورة احترامها

أكره ان اعترف بذلك، ولكن زوجي الحبيب كالعادة تفوق علي في رؤيته السياسية، ولكي تفهموا الجملة الاخيرة لابد ان تفهموا الموقف من البداية فاسمحوا لي ان اعود بكم.

ثورة 25 يناير حين تستطيع عمل دونلود للثورة واب ديت للوطن

تم نشرها في 19 يناير 2011
“احب البحر لما يزوم، واعشق ثورته والريح، واحس في موجه شوق مكتوم لناس حرة وحياة بصحيح” هكذا تغنت الرائعة أبداً كاميليا جبران، وهكذا ترددت كلماتها في وجداني وانا أتابع أخبار الثورة المنتظرة في 25 يناير القادم، واتابع هذا الحماس الذي يكتب به دعاة هذه الثورة التي – اسمحوا لي أن اتجاوز قليلاً – لن تأتي أبداً.

الاثنين، 7 مايو 2012

منذ خمس سنوات كان هنا طفلة

تم نشرها بتاريخ 16 يناير 2011
غبت لفترة طويلة جداً عن التدوين، العيب لم يكن مني بل من وصلة الأنترنت الملعونة، والحقيقة أنني كنت قد لا أعود، لولا مكالمة فتحت بداخلي ابواب كثيرة للتساؤل.
المكالمة من صديق تعرف على انسانة جميلة بدأ يشعر بأنه يحبها ويستشرني كعادته، حين وصفها قال لي جملة واحدة :تذكرني بك ” زمان”، فهي نسخة منك منذ خمس سنوات.
جملته صدمتني من الداخل، وما الذي تغير في خلال هذه السنوات الخمس، سألته وما الفرق بيني الان ومنذ خمس سنوات، اجابني العقل.
حاولت أن اسأله أكثر، وأكون دقيقة أكثر، ما هي الأشياء التي تغيرت بي للاحسن، والعكس، اجابته كانت دبلوماسية، ولم يكشف عما تغير للأسوأ خلال السنوات الخمس، فقال لى انا لا أرى بك شئ سئ لا أنت ولا اي من اصدقائي، الذين عددهم بالطبع.
هكذا هرب صديقي من الرد، انتهت مكالمتى معه، وجلست أعدد ما جري لى فى السنوات الخمس الماضية، تم القبض علي فيها مرتين، منهم مرة قضيت فيها ثلاثة عشر يوم، ارتبطت انا ووليد، عملت بالصحافة فى عدد من الصحف والمواقع، انتقلت من تيار سياسي لاخر، انكشف أمامى الكثير من المنافقين، خلعت الاسدال، خسرت اصداقاء كثيرون، وكسبت اخرون، توفي اثنين من اكثر الاشخاص الذين احببتهم فى حياتي، تخرجت من الكلية.
هكذا رأيت التغيرات التى طرأت بحياتى، ولكن كل هذه التغيرات لم تكن سوي قشور ما مر علي – قشور رغم تغير رؤيتي السياسية، والكثير من افكاري الدينية- أما الباقي فكان داخلي، لايعلمه غيري، وبالطبع من عرفوني عن قرب، فأنا لم أعد تلك الفتاة التي كنت يوماً احبها.
الفتاة التي كانت موجودة منذ خمس سنوات مضت، لم يكن لديها حساباتها الخاصة، كانت قادرة على خوض الصراعات دون ان تؤثر فيها، مجنونة تفعل ما تريد وقت ما تريد، تحافظ على ثوابت خاصة فى حياتها، رغم أنها مجرد طفلة من الداخل، تبدو من الخارج اكبر سناً.
هكذا كنت انا، أما الان فانا شخص اشعر حين اراه بالغربة، أؤمن بالفكر السياسي الذى اعتنقه، لكني اشعر باني ليس لدي ما اقدمه لتياري، الحسابات هي المسيطر الأول على تفكيري قبل اتخاذ اى موقف، الصراعات انهكتنى لدرجة انها حطمت الكثير من ما احمله داخلي، اكتب ما لا أشعر به أحيانا، حتى احلامي تغيرت كثيراً، الطفلة التي بداخلى ماتت، او كبرت كما يحلو للبعض أن يقول، لكنها فى النهاية لم تعد موجودة، وضعت مساحيق التجميل وكذبت ونافقت، وهكذا اصبحت ما انا عليه الآن.
مازلت بالطبع أعشق ما كان فى الطفلة، وابحث عنها تحت المطر حين أحاول أن أسير تحته، كما كنت احب ان افعل، وابحث عنها فى الحسين والقاهرة الفاطمية التى اعشقها، وفى البحر الذى لم اراه منذ فترة طويلة واعشقه هو الاخر، وفى النيل الذى اذهب للقناطر لمجرد ان تتاح لى فرصة الوجود لمدة ثلاث ساعات فى مركب تسير فيه.
بعد تفكير طويل امتلكت الشجاعة لاصرخ أنا لست تلك الفتاة النقية التى احبها، أنا تغيرت، وامتلك الشجاعة لاقول لقد تغيرت للاسوأ، لن ابحث كثيراً عن سبب التغير الذي طرأ علي سوى أنني نضجت كما ينضج الجميع، وإذا بحث كل شخص فى داخله سيجد انه فى النهاية ان هناك طفل مات داخله، فالمثاليون فقط هم من لا زالوا كما هم وبالطبع انا لست منهم؟ فهل انت منهم؟

لماذا لا نضع صورة حسن شحاتة علي الجنيه؟

تم نشرها في 18 نوفمبر2010
فى أيام العيد المملة ، ووصلة الانترنت المقرفة التى تمنعنى من تصفح الشبكة العنكبوتية ، ووصلة الدش التى تم قطعها منذ وفاة جدتى رغم انى اعلنت تحملى لتكلفتها- المسئول عنها قال ان انقطاعها بسبب احتراق الجهاز الذى يغذى منطقتى – ، وعدم الرغبة فى الخروج ، لم اجد امامى سوى التليفزيون المصرى وشبكة النيل ، فى الحقيقة لم يلفت نظرى سوى المسلسل الرائع صدق وعده ، وقناة النايل لايف التى للحقيقة تحمل الكثير من الافلام الاجنبية الجيدة على الاقل ، وكان من ضمن ما شاهدت “بى دازليد” وهو النسخة الاجنبية او بمعنى ادق النسخة الاصلية لفيلم طير انت بطولة احمد مكى ، وبعيدا عن الاداء الرائع للنسخة الاجنبية ، والمؤثرات والانتاج الى ما غير ذلك ، بالاضافة الى اداء الممثلة التى ادت دور الشيطان الكوميدى – وهو الذى تم تحويله الى العفريت مارد نظراً لطبيعة مصر الدينية – والتى ظهرت كأنها شخص يؤدى عمله ليس الا ، والحيلة التى وضعت لخرق العقد بين البطل والشيطان ، الا ان ما لفت نظرى كان شئ اخر .
فى الفيلم الاجنبى حين تم اختيار شخصية قيادية اثرت فى المجتمع تم اختيار الرئيس الامريكى ابراهام لينكولن بينما فى النسخة العربية تم اختيار حسن شحاتة ، واولا قبل ان يتهمنى احد من مجانين الكرة بالكراهية المفرطة للكابتن حسن شحاتة ، او الخيانة العظمى لمصر – أختى الصغرى اتهمتنى اثناء ازمة الجزائر- فأنا اقدر كابتن شحاتة جداً فى اطار انه شخص يؤدى عمله على أكمل وجه ، واتمنى ان يفعل نصف المسئوليين المصريين ذلك ، ولكن ما يشغلنى بالفعل هل لا يوجد فى مصر مثل اخرى ؟ اليس لدينا انجازات اخرى نبرزها سوى كرة القدم .
حين اختار الفيلم الامريكى شخصية تجسد القيادة والعظمة والمسئولية اختاروا ابراهام لينكولن اعظم رئيس اميركى لالغاءه العبودية ومنعه تقسيم الولايات المتحدة وحين اخترنا نحن ان نقم مثال للقيادة اخترنا حسن شحاتة مدرب كرة القدم ورغم حبى واحترامى له الا انه ليس الا مدرب كرة قدم ولا اقصد هنا تحقيراً للمهنة وانما اقصد انها احد الرفاهيات التى لابد الا تكون اولى اهتماماتنا .
وحين حاولت ان احلل– من وجهة نظرى الشخصية  – هذا الاختيار المصرى البحت وجدت ان شئ كارثى لم يخفى عنى وعن كثير منا بالطبع ، وهو ان مصر لا تملك انجازات حالية ، وان الفيلم يعلن بصورة غير مباشرة ان القيادة المصرية فاشلة ،’ بالطبع لم اغفل الرقابة التى ستمنع من تجسيد الرئيس المصرى ، ولن اغفل طبيعة القصة فالفيلم الامريكى كالمصرى يدور حول فكرة ان يجعل الشيطان او المارد الفتاة التى يحبها البطل تحبه ، ولكى يقابل ابراهام لينكولن هذه الفتاة او ليتم اللقاء المرتقب بين البطل والبطلة تم اختيار مشهد النهاية فى حياة لينكولن وهو المسرحية التى تم اغتياله فيها ، وبالطبع لا يمكن ان يحدث هذا فى الحالة المصرية ، الا اننى حين حاولت تخيل اعظم انجاز قامت به القيادة المصرية الحالية لا اجد سوى انه استمر حتى الان بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة ، وحين ابحث عن انجاز على المستوى العربى اجد تقزماً لا حد له وعلى المستوى الداخلى اجد فقر وبطالة وغلاء اسعار وانخفاض لقيمة حياة البشر ومحسوبية وانتحار وغير ذلك من كوارث ، ولا اجد حتى الان فنان مصرى قادر على عرض تلك الكوارث ان لم يكن بسبب الرقابة فبسبب عدم تحمل المصريين لكل هذه الجرعة من النكد .
الا ان السؤال الذى طرأ على خاطرى حين قمت بعمل بحث عن لينكولن على الانترنت – انا لست موسوعة – اكتشفت ان صورة لينكولن موجودة على العملة الامريكية فئة الخمس دولارات ، فتساءلت لماذ لا نضع صورة حسن شحاتة على الجنيه ؟